تخطى إلى المحتوى
نوفمبر 21, 2011 / salam1969

ظلال السلام فى الإسلام

الحديث عن السلام فى الإسلام هو فى واقع الأمر حديث عن الإسلام , و الحديث عن الإسلام هو حديثاً بشكل أو بآخر عن السلام , فمن الصعب _ إن لم يكن من المستحيل _ الفصل بين الحديثين سواء على مستوى البناء اللغوى أو على مستوى المضمون المعرفي .
فليس من قبيل المصادفة اللغوية أن الجذر اللغوى للكلمتين واحد ( السًلْمُ ) , و الذى يعني البراءة من العيوب و الضرر .كما أنه ليس من قبيل المصادفات المعرفية تداخل المعنيان على مستوى المضمون تداخل يقترب من حد التطابق .
فإذا كان جوهر الإسلام هو ( التسليم لله ) , فإن الترجمة العملية النهائية لهذا التسليم المبارك هى سلاماً مع النفس و تفاعل متناغم مع الآخر .
و الأمر الذى يثير العجب و الدهشة أن يُهاجم الإسلام من قبل خصومه من خلال هذه القضية تحديداً .
أنا أدرك أن يُهاجم الإسلام من خصومه لأنه ليس لديهم بضاعة يملكونها تصلح للتقديم و العرض , و من ثما فهم لا يملكون غير الهجوم على الخصم ضعفاً و إفلاساً
و لكن ما لا أدركه أن يقع إختيارهم تحديداً على قضية السلام , رغم موقف الإسلام الساطع وضوحاً و بياناً و إشراقاً و حضارة فى هذه القضية تحديداً , لإرتباطها أرتباطاً مباشراً , بحقيقة الإسلام كدين و منهج و نظام حياة .
فالأصل فى العلاقة بين المسلمين و غيرهم _ إبتداءاً _ هو السلام ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً ) ( البقرة : 208 ) ( وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ) ( الأنفال : 61 ) , بل إن الأصل فى العلاقة بين الناس بشكل عام من وجهة النظر الإسلامية هو السلام بغض النظر عن الإنتماء الدينى لطرفى العلاقة ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير ) ( الحجرات : 13 ) فالآية الكريمة هنا تدعو الناس كل الناس بدون إستثناء إلى التعارف , و التعارف بين الشعوب و القبائل بداهةً لا يتحقق إلا على أرضية من السلام .
هذا الأصل الذى تمتد _ تتابعاً _ ظلاله و ثماره المضيئة بروح السلام لتشمل كافة مراحل حياة الإنسان منذ الميلاد إلى الممات سواء على مستوى الآخر أو مستوى الذات .
و هذا تحديداً هو ما نتناوله فى هذا الكتاب , حيث نحاول_ فى هذه الأوراق _ رصد هذه الظلال و ثمارها فى حياة الإنسان بتنويعاتها المختلفة الفردية و الجماعية .
لذا فالقارئ الكريم سيجد بين دفتي هذا الكتاب أحاديث عن النفس و المجتمع و الزواج و الطلاق و العدل و الظلم و الحرب و الجهاد و البيع و الشراء و السعادة و الشقاء , وذلك لأن الحديث عن السلام هو فى الحقيقة حديثاً عن الإسلام و الإنسان .
و أخيراً أود أن أنوه إلى أن هذا الكتاب ليس كتاباً دينياً بالمعنى الأكاديمي للكلمة , فأنا لست متخصصاً فى العلوم الشرعية , كما أننى لا أدعي شرف التحدث باسم الإسلام . و إنما هو جهد متواضع لإنسان , إنسان قد يخطأ و قد يصيب . فإن أخظأ فمن نفسه , و إن أصاب فمن الله .

 
  1. esam elsid / نوفمبر 24 2011 12:33 م

    الكتاب ناقش موضوع ونظرية شائكة على المستوى الغربى بشكل سلس وميسر اضافة جيدة لنا جميعا ونتمنى الاستمرار والنجاح الدئم

أضف تعليق